«كانت المعاملة فى السجون من 1993 وحتى مطلع الألفية الحالية فى غاية القسوة ومر أبناء الجماعة بفترة عصيبة، ففى إحدى المرات عام 93 كان هناك تفتيش على سجن العقرب، فرقة من العمليات الخاصة مجهزة بأسلحة غريبة، كانوا يخرجوننا واحدا تلو الآخر ويقومون بكلبشتنا من الخلف ثم توضع الغمامات على أعيننا، ويسكبون على وجوهنا جرادل البول، ثم يتركوننا للكلاب تنهش فينا، ثم يسحبوننا على أرضية ترابية، ويلهبون أجسادنا بكابلات الكهرباء ضربا، كانت تلك الحفلات تستمر لأكثر من 5 ساعات».
ويضيف: «كانوا يستغلون مرض بعض الإخوة الشديد ويساومونهم على العلاج حتى يصبحوا مرشدين لهم على إخوانهم. وفى إحدى السنوات انتشر مرض السل بيننا، وكانت حصتنا فى السجن فى هذا الوقت من السكر ملعقتين فى الأسبوع لكل معتقل، وعندما اعترضت ضربت بالجزمة فى وجهى، وتم تعذيبى بشكل وحشى».
وفى إحدى المرات جاءنا طبيب من مستشفى صدر العباسية فقال لنا أنتم طبيا ميتون، وسألنا لماذا لا تسيرون على النظام الغذائى الخاص بمرضى السل؟ فقلنا له إنهم لا يعطوننا طعام السجن، وبعد مغادرته جاءنا طبيب السجن وقال لنا لو متم مش هتفرق معانا فى شىء، ثمنكم ورقة حقيرة مكتوب فيها هبوط حاد فى الدورة الدموية، وعذبونا عقابا لنا على أننا تكلمنا مع طبيب الصدر ولم يرحموا مرضنا.
ويؤكد سيد أن حفلات التعذيب كانت تصور بكاميرات فيديو حتى يتم رفعها للأجهزة الأمنية، مضيفا: «حاولوا من خلال التعذيب تحويل الإخوة عن أفكارهم، لكن لم يتخل عن أفكاره إلا عدد قليل جدا».