أولا، الرئيس الناجح يمارس سلطاته ولا يشتكى، ولكننى شكوته لـ«صفوت الشريف».
■ وبماذا كان يرد صفوت الشريف؟
- «بيسكت». وزكريا عزمى كان ينتقده، وقال لى: «غلط اللى بيعمله»، وكمال الشاذلى أثناء حياته كان ينتقده بشدة، ولكن أحمد عز كان يقول دائما: «أنا أؤدى دورى».
■ ومن أين له كل هذا النفوذ؟
- من موقعه كأمين التنظيم، فالأعضاء يعتقدون أن له تأثيراً فى ترشيح الحزب لهم من عدمه، وهذا دائما من شأن أمين التنظيم، وهذا كان أيضا ضمن نفوذ كمال الشاذلى، وبالتالى كانوا يعملون له ألف حساب.
بالإضافة إلى ذلك، صلته القوية بـ«جمال مبارك»، التى كانت تعطيه تأثيراً أكبر، ولكن يكفى أن أحمد عز لم يرهبنى وأحلته للتحقيق مع طلعت السادات عندما رفع الأخير الحذاء فى وجه الأول فى مناقشة حادة، واتهمه بالفساد فى هيئة سوق المال.
وخرج أحمد عز يستشيط غضباً، وتم التحقيق معه، ورغم أن رئيس هيئة سوق المال أرسل خطاباً رد فيه على اتهامات طلعت السادات، برأ فيه أحمد عز، فإن مجرد إحالة أحمد عز للتحقيق «كسر هيبته» وقتها.
■ ومن هم أكثر ٣ أو ٤ شخصيات ساهمت أخطاؤها فى قيام الثورة؟
- أولا: نتائج الانتخابات الصادمة، التى لم أكن راضيا عنها، ووصفتها لأكثر من شخص بأنها كانت «غباء سياسياً»، ثانيا: التفاف الحكومة على مطالب نواب الشعب من الأغلبية ومن المعارضة. للإنصاف كانت لنواب الأغلبية أيضا مطالب فى تحسين الأجور، وانضموا للمعارضة فى هذا الشأن، لكن الحكومة كانت «مستعفية»، ويكفينى فخراً أننى كنت أستقبل أصحاب الشكاوى من المواطنين، والمظاهرات أمام المجلس.
وثالثا: الفساد الكثير الذى كان يظهر فى طلبات الإحاطة والاستجوابات، التى احتوت على وقائع فساد خطيرة، ولكن الحكومة كانت ترد عليها، وينتقل المجلس إلى جدول الأعمال باقتراح من الأغلبية.
ولقد انتقدت الأغلبية فى كثير من الأحوال لتصفيقها للوزير كثيراً قبل حتى أن يرد على الاستجواب، فقلت لهم «ماتردوا يا جماعة». وحدث أن قلت للوزراء الذين لم يكونوا يحضرون للمجلس أكثر من مرة: «الحكومة فى عصمة المجلس وليس المجلس فى عصمة الحكومة»، ولكن قوة الأغلبية.
أيضا الفساد الذى كان يستشعره نواب المجلس من الأ غلبية ومن المعارضة، وليس المعارضة فقط، ويكفى أن هشام مصطفى خليل هو الذى أثار موضوع «آمون»، كما أن بعض نواب الأغلبية أثاروا موضوعات مشابهة، ولم يكونوا قادرين على توجيه الاستجوابات بحكم أنهم من الأغلبية، حتى إن أحد نواب الأغلبية عوقب لأنه صمم على الاستجواب.
ورابعا: ما أشيع حول موضوع التوريث، فالشائعة كادت تصل إلى حد التصديق.
■ إلى حد «التصديق» أم إلى حد «الحقيقة»؟