نا سألتهم، وسألت زكريا عزمى، فقال لى «ماقلناش»، وسألت صفوت الشريف، فقال لى أيضا «ما قلناش».
ولكن الناس كانوا يخشون جمال مبارك وأحمد عز وتحركاتهما، وأحسوا بقرب احتمال كبير لقرب تنفيذ التوريث، الأمر الذى أدى بهم إلى الإحساس بالتشاؤم والضياع وضياع الفرصة، لأنه من غير المقبول أن تحتل عائلة واحدة الحكم فترة طويلة.
كما أن أى رئيس جمهورية جديد لازم يكون له رصيد من الأداء، وليس رصيداً من العائلة، فكثير من الناس كانوا يهمهمون فى السر بما لا يستطيعون قوله فى العلن، ويا ريت الرئيس مبارك كان استمع إلى هذه الهمهمات، لأن كثيراً من القريبين منه لم تكن تعجبهم شائعات التوريث.
■ كثيرون من القريبين منه؟
- نعم، وأنا منهم.
■ وهل أبلغته بذلك؟
- هو لم يفتح معى حواراً فى هذا الشأن، لكنه ذات مرة قال لى: «يا فتحى ماتصدقش حكاية التوريث دى لأن إحنا مش سوريا».
■ ومتى كان ذلك؟
- منذ حوالى عامين أو ثلاثة.
■ لكن ألا ترى أن ظواهر الأمور كانت تؤدى إلى التوريث؟
- كنت أستشعر عندما يأتى أحمد عز، فى المؤتمر الحزبى الأخير، ويقول «جمال مبارك مفجر ثورة التطوير». هذا كلام لا يقال، ولا حتى تنظيميا، لأنه ينبئ بما هو قادم.
■ ألا ترى أن مبارك أخطأ كثيراً؟
- التاريخ هو الذى سيحكم ولن أسىء للرئيس.. أخلاقى لا تسمح بذلك.. عيب.
■ ومن الذى كان أكثر نفوذاً: صفوت الشريف أم زكريا عزمى أم جمال مبارك أم أحمد عز؟
- من الناحية التنظيمية طبعا صفوت الشريف، أما من الناحية الفعلية.. جمال مبارك وأحمد عز.
■ ألم تحدث ذات مرة مظاهر تؤكد صحة شائعة التوريث؟
- حضور جمال مبارك فى اجتماعات مهمة يعقدها الرئيس مع قيادات مهمة وأنا منهم كان يثير لدى التساؤل: بأى صورة يحضر؟
إذا كان حضور زكريا عزمى معقولاً لأنه رئيس الديوان، فحضور جمال مبارك لم يكن منطقياً، فهو مجرد أمين إحدى الأمانات الحزبية وأمين مساعد، وليس له أن يحضر وفقا للقواعد، ولا يوجد اجتماع مهم مثل هذا أو ذاك يحضره ابن الرئيس، إلا إذا كان يعطيه أهمية سياسية معينة أو يدربه على عمل معين، فكانت هذه المسائل تثير التساؤلات بداخلنا.
■ وكان يطرح آراءه فى الاجتماعات؟