السلطان قابوس.. إرسال الهدايا
كان العرف العام المعمول به فى بروتوكلات هدايا الرؤساء والزعماء أن يتم نقل الهدايا باسمهم على الطائرات أو السفن، وألا تصل الهدية إلى الرئيس مباشرة دون وسيط، وهو ما كان يحدث فى الهدايا التى يتلقاها مبارك من جميع الدول إلا دولة واحدة فقط، هى سلطنة عمان، حيث كانت الهدايا التى ترد من السلطان قابوس إلى مبارك لا تحمل اسمه إنما تحمل اسم «نور فرغل».
ووراء ذلك الاسم قصة مثيرة تكشف جانباً من كواليس التعامل داخل مؤسسة الرئاسة، فنور فرغل كان يتولى منصب أمين أول مؤسسة رئاسة الجمهورية للبروتوكولات، أى أنه المسؤول الأول عن استقبال الوفود وتنظيم الحفلات، ومقابلة الزعماء والرؤساء أثناء إقامتهم فى مصر وتوفير كامل احتياجاتهم، ومن شدة إتقانه فى عمله استعان به السلطان قابوس لتأسيس قسم للبروتوكولات فى سلطنة عمان، وتوطدت علاقتهما وبدأ السلطان قابوس فى إرسال الهدايا إلى مبارك على عنوان مؤسسة الرئاسة، ولكن باسم نور فرغل، واستمر ذلك عدة شهور، وهو الأمر الذى خلق غيرة وحساسية من أسرة مبارك وتحديدا سوزان مبارك، ولم يكن هناك سبيل سوى إقصاء فرغل من مؤسسة الرئاسة ونقله لمجلس الوزراء.
شخصية أخرى كانت تلعب دورا هاما فى العلاقة بين مصر وسلطنة عمان، هو عمر الزواوى، المستشار الأول للسطان قابوس، وهو كان الشخص المقرب جداً إلى مبارك وأسرته، حيث كان يستضيف مبارك فى قصر السلطنة فى باريس ولندن ويتحمل كل نفقات الإقامة.
وفى كل مرة كان يزور فيها السلطان قابوس القاهرة كان يعطى مبارك 3 أنواع من الهدايا أولها هدايا نقدية متمثلة فى مبالغ مالية بالعملات الأجنبية يتم توزيعها على طاقم الحراسة المكلف بحمايته بنسب مختلفة تتراوح مع درجات سكرتارية الرئيس والحرس، أما النوع الثانى من الهدايا فكان ساعات من الذهب الخالص لماركات عالمية أبرزها ماركة روليكس محفور عليها اسم السلطان قابوس وفى أحيان أخرى صورته وفى الحالتين تحمل صك خاتم السلطنة.